في خطوة لافتة وذات دلالة كبيرة في سياق معارك الشرعية باليمن ضد ميليشيات الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح، تفقد الرئيس عبد ربه منصور هادي في زيارة ميدانية عدداً من الوحدات والمواقع العسكرية والجبهات المتقدمة على خطوط التماس، للوقوف والإشراف على سير معركة تحرير تعز وتطهيرها من المتمردين، وبشر أن النصر «وشيك».
وتفقد هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة باليمن، برفقة قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف، وقائد القوات الإماراتية العميد ناصر مشبب، أمس الثلاثاء، أحوال المقاتلين في معسكر وقاعدة العند الجوية واطلع على أحوال المجندين ووقف على سير التأهيل والتدريب، وحيا المقاتلين الذين يواجهون «القوى الانقلابية الغاشمة التي استباحت المناطق والمدن والقرى اليمنية لفرض واقع جديد بالقوة ،وأجندة دخيلة على شعبنا ومجتمعنا لا يرتضيها أو يستسيغها أحد».
وقال هادي: «إن الشعب اليمني ظل وعلى مدى قرون من الزمن يعيش في تعايش ووئام بعيدا عن المذهبية والمناطقية المقيتة التي أراد الانقلابيون فرضها، محاكاة لتجارب مذهبيه عصيبة فاشلة».
وخاطب القوات المسلحة في معسكر قاعدة العند «ستحظون بالرعاية والتأهيل اللازمين وفي مختلف التخصصات بما يتناسب مع قدراتكم ومهاراتكم وجميع إخوانكم المقاتلين الذين كانت لهم بصمات مشرفه والذين سيتم دمجهم على أسس رفيعة في المؤسسة العسكرية والأمنية».
وأشاد في كلمته بجهود قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لما بذلته من دعم وإسناد لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية،والتي كانت شريكة في صنع هذه الانتصارات التي تتحقق على أرض الواقع، وإسهاماتها في مسار البناء والتنمية والخدمات في مختلف المجالات.
وعبر هادي عن رضاه عن سير المعارك والعمليات لتحرير تعز، والتي تسير وفقاً للخطة المعدة مسبقاً، شاكرا دول التحالف العربي على تلبية الدعوة لمساندة الشعب اليمني الذي يقف اليوم صامدا لإفشال المخطط والتمدد الفارسي في المنطقة بصورة عامة.
ووجه هادي القادة الميدانيين بتحقيق الانتصارات بأقل خسائر ممكنة، مشيداً بالروح المعنوية العالية التي تتمتع بها قوات الجيش وشباب المقاومة من خلال تكاتفهم والتفافهم مع أبناء الوطن.
كما زار هادي معسكر لبوزة والتقى القادة والضباط والجنود مطلعاً على أحوالهم وجاهزيتهم القتالية ومعنوياتهم العالية في سبيل الدفاع عن الأمن والاستقرار وتطهير المدن والمحافظات كافة من الميليشيا الانقلابية، وأشاد بدورهم البطولي وتضحياتهم في المعارك.
و تفقد هادي أيضاً أحوال المواطنين في منطقة جول مدرم وحيا روح الصبر والتحدي وتحملهم للمعاناة جراء الحرب وآثارها النفسية والتدميرية.
وكان الرئيس اليمني قد أكد أن تحرير محافظة تعز بات وشيكاً ،وسينعم سكان المدنية بالأمن والاستقرار والطمأنينة بعد أشهر من القتل والترويع عاشتها المحافظة جراء الحرب الإجرامية التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وشدد هادي لدى اتصاله هاتفيا، أمس، برئيس المجلس العسكري في تعز العميد الركن صادق سرحان، وقائد المقاومة الشعبية حمود المخلافي «على ضرورة رص الصفوف وشحذ الهمم والوقوف جنباً إلى جنب للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية مؤسسات الدولة وكسر الحصار المفروض على المدينة».
من جانبه أفاد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي في تصريح خاص ل«الخليج»، أن القائد الأعلى للقوات المسلحة في اليمن وعملية تحرير محافظة تعز الرئيس عبد ربه منصور هادي، خلال زيارته لقاعدة العند العسكرية أطلع على غرفة العمليات المشتركة وسير العمليات القتالية والتقى بالقادة العسكريين والمقاتلين في الصفوف الأمامية والخلفية، وهو ما انعكس إيجابياً على معنويات جميع المشاركين في عملية تحرير تعز من ميليشيا الانقلابيين.
وقال إن هادي، وجه كلمة للقيادة العسكرية والمقاتلين تضمنت عدداً من المهام والواجبات لاتخاذها وتنفيذها ضمن خطوات العملية العسكرية الواسعة لتحرير تعز، من قبضة ميليشيا المتمردين التابعين للحوثي وصالح، واعتبر زيارة هادي، إلى العند تحمل دلالات على السيطرة القوية على أجزاء من جبهات القتال باتجاه تعز، وتأتي في إطار تحركاته لمتابعة سير العمليات العسكرية.وأوضح القائد العسكري اليافعي، أن القوات المشتركة التي تضم الجيش الوطني والمقاومة والتحالف متمركزة في جبهات القتال بعدد من المواقع المهمة والاستراتيجية مثل جبال حمالة والمنصورة والوازعية، وصولاً إلى قريب من منطقة المخا الساحلية.
-
