أكدت افتتاحية صحيفة 14 اكتوبر في عددها اليوم، على دعوة السلام التي أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، واعتبرتها تعبيراً عن رغبة حقيقية وصادقة لتحقيق السلام المستدام في اليمن وهو ما أوضح عنه فخامته بأنها تأتي متوافقة مع عنوان هذه الدورة.
وأشارت الى ان هذا الانقلاب لم يكن انقلاباً عسكرياً نمطيا، كما قال فخامته، يحافظ على مؤسسات الدولة، بل على العكس من ذلك هو انقلاب اجتثات أتى على الدولة والمجتمع، على الأخضر واليابس.
وخطورة هذا الانقلاب تأتي من كون المليشيات الحوثية، ذات مرجعية خطرة على الدولة والمجتمع لكونها جماعات طائفية لها مشروع طائفي تقوده ايران وتموله بالسلاح والعتاد، وهو فوق ذلك مشروع يرى في نقاوة سلالة طائفية أحقية حكمها للناس والعباد بوحي إلهي مزعوم.
وأوضحت أن خطورة المشروع السلالي تكمن في أياديه الخفية والتي تقف من ورائه ايران لزعزعة الأمن والاستقرار ليس في الداخل وانما على مستوى الجيران والمحيط وعلى المستوى العالمي، وهذا ما أوضحه فخامة الرئيس هادي بأن ما يجري في اليمن لا يخص اليمن وحدها وانما له امتداداته على هذه المستويات المجاورة والمحيطة بها.
ولفتت الى ان أي سلام يمكن الحديث عنه حالياً وفي المستقبل لا يمكن تحقيقه من دون الحديث عن إنهاء حالة الانقلاب وتسليم السلاح للدولة والبحث عن بدائل لعمل سياسي ترتكز على مخرجات الحوار الوطني في دولة اتحادية تقوم على أساس المواطنة والعدالة في توزيع السلطة والثروة.
واعتبرت الصحيفة ان ما يجري اليوم في صنعاء من تكريس لسلطة الطائفة العرقية ولبننة العمل السياسي بروح طائفية مستمدة من تجربة حزب الله في لبنان وتتعداه إلى الاستيلاء على السلطة بكاملها، والصراع المحموم بين طرفي الانقلاب الذي تقوده مليشيا الحوثي من اجل الانقضاض على ما تبقى من عمل سياسي تم بناؤه منذ 27 عاماً وهو رصيد قادم من وحي قيم ثورتي (26 سبتمبر) و(14 أكتوبر)، والدعوة لامامية جديدة تعود بنا إلى مرحلة ما قبل الثورة السبتمبرية ماهي إلا مؤشرات على أن طرف الانقلابيين غير مستعد للحوار على أسس السلام القائم على المرجعيات الثل