2016/10/12
مروان الغفوري يكتب .. ضد التزييف الاحترافي لطبيعة المعركة!

١. الحوثيون جماعة دينية تستخدم السلاح، ولم تكن، قط، جزءاً من المجال السياسي.
٢. آخر استخدام لسلاح الجماعة الدينية، تلك، كان ليلة هجومها على عاصمة دولة الوحدة، قبل أن تنطلق لتهاجم العاصمة البديلة، ثم باقي المدن.

 

٣. في كل حركاتها وتحركهاتها لم تكن مستندة إلى أي مرجعية قانونية، وكانت تصدر عن نظرية دينية تمثل أقلية مذهبية! 
٤. الرئيس هادي هو المواطن اليمني "صاحب أبين" الذي حصل على أكبر نسبة تصويت في تاريخ اليمن، متفوقاً على إجمالي أصوات "كل" البرلمان بحوالي مليون صوتا! 

 

٥. كانت الانتخابات صورية، نعم، والانتخابات الصورية شكل من أشكال "التوافقات المحلية، أو ديموقراطية التوافقات". وهي "طور" ما من أطوار الهبوط الآمن لمشكلة اجتماعية/ سياسية عويصة، أي: البديل للحرب الأهلية. ما يمنح الانتخابات الصورية معنى هو نقيضها "أي الحرب الأهلية". 

 

٦. .. إن كانت انتخابات صورية، وهي كذلك، فقد خرج الشعب اليمني غير مكره. ومن المثير أن هادي لم يكن يملك من السلطان شيئاً لكي يجبر قرابة سبعة ملايين ناخب على قول نعم. هي صورية بلغت مستوى من الشفافية و"الرضا" حداً لا تشهده الانتخابات التنافسية. 

 

٧. .. هي فعلا انتخابات صورية، لكن الحاسم فيها هو: الرضا الجماهيري، والاختيار الحُر، انتفاء الإكراه، ووضوح ملامح العملية برمتها. سبعة ملايين كانوا يعرفون أنها كذلك، لكنهم قبلوا ذلك "الانزياح الديموقراطي" رغبة في هبوط آمن.

 

٨.. حددت فترته الرئاسية بعامين بالفعل، لكن التفصيل الكلي لمسودة "الهبوط الآمن" اشترط مغادرة هادي للسلطة عبر عملية انتخابية! وهو ما حال الحوثيون وصالح دون حدوثه. استغرق الحوار الوطني ضعف الزمن المحدد، وكذلك كتابة الدستور. لم يكن هادي سبباً وحيداً في ذلك بل القوى الوطنية، في المقام الأول، وهي تخوض حوارها المعقد والشاق! 

 

٩. عندما قرر هادي الدعوة للاستفتاء على الدستور هجمت العصابات السلالية والقبلية والطائفية على العاصمة واحتلت المدن! 
١٠.. لم يصادروا شرعية هادي وإنما تعاقداً اجتماعياً يمنياً اشترك في صياغته "أغلب" اليمنيين، وقبل صيغته سبعة ملايين ناخب.

 

١١. جزء من المعركة: حرب الحوثي والسعودية. لكن المعركة الأكثر جلاءاً هي حرب الحوثي واليمنيين. 
١٢. السعودية لا تلقي القنابل على الحوثي لتعيد الديموقراطية إلى اليمن بل لتبعد شبح ما تعتقد أنه تهديد وجودي لنظامها وشعبها. بتعبير ولي العهد، بن نائف: لكي نوقف اكتمال الهلال على المملكة! 

 

١٣. التقت المخاطر الوجودية لدى اليمنيين والعرب، وتشكل حلف عسكري. فالشدادي والحمادي وبن هادي والزبيدي وشائع والقميري لا يخوضون حرباً لمصلحة السعودية. القادة الشعبيون، والاحتفاء الجماهيري منقطع النظير بالمقاومة وأبطالها، والنقد العنيف الذي تتعرض له المقاومة لأبسط الأخطاء، كل ذلك لا يؤكد أنها حرب اليمنيين والسعودية، بل اليمنيين والعصابات الحوثية. تزييف وجه الحرب بالقول إنها حرب السعودية والحوثيين لن يجدي نفعاً مع التاريخ سوى في حالة واحدة: أن يكون الحوثي و"بعض" القبائل المحيطة بصعدة وصنعاء هم اليمنيين، على أن نكون كلنا ـ من سوقطرى إلى نهم ـ مجرد جالية!

 

١٤. بينما كان هادي يدعو للانتخابات كان الحوثي يدعو للنفير العام! 
١٥. .. ليكن واضحاً: حرب الحوثيين والسعودية لا تعنينا، وسقوط الضحايا يتحمل وزره الحوثي في المقام الأول. السعودية حليف عسكري للجيش اليمني والمقاومة المسلحة، وكذلك الأردن والإمارت والمغرب ومصر وقطر والبحرين والكويت والسودان وماليزيا وباكستان وتركيا وفرنسا وأميركا وانجلترا. هذا الحلف العسكري لا يهدف إلى إنقاذ الديموقراطية اليمنية، ولا لإعادة هادي، بل لوضع حد لجماعة دينية مسلحة ومتوحشة كل صنيعها، خلال ما يقرب من ربع قرن، كان محصوراً في الحروب وتدمير القرى والاغتيالات وصفقات السلاح والمخدرات. هذا الحلف يشبه تماماً الحلف الواسع الذي يخوض حرباً ضد داعش في العراق. لم يفعل داعش شيئاً لم يفعله الحوثيون، سوى أن داعش يقتل الأسرى أمام الكاميرا بينما يكتفي الحوثيون بالقتل بعيداً عن الضوء. 

 

١٦. قال صالح إنه يرفض مسودة الدستور، وقال الحوثي أنه مستعد للحرب دفاعاً عن "رفضه" للدستور. شيء واحد تجاهلاه: أن أحداً لا يملك الحق في أن يقول إنه هو الشعب اليمني، وأن رأيه في مسألة سياسية أو أخلاقية هو الرأي النهائي الشمولي والأخير لبلد من عشرات الملايين. هذا ما فعله الرجلان، ودفعا باتجاه حرب كارثية معتقدين إنهما "الشعب اليمني".. الذي كان شعباً عظيماً، ثم صار شعباً صابراً مع طول مدى الحرب! من قتل اليمنيين هو من يحاول أن يجعلهم غير مرئيين لا يملكون الحق حتى في أن يقولوا نعم أو لا على مسودة دستور!

 

 

١٧. وملاحظة أخيرة:
استخدم هادي الحوثيين.
استخدمت السعودية الحوثيين
استخدمت ايران الحوثيين
استخدم صالح الحوثيين
استخدمت الإمارات الحوثيين
استخدمت الاستخبارات الأميركية الحوثيين
استخدم الاشتراكيون الحوثيين
استخدم الإصلاحيون الحوثيين
استخدم الحراك الجنوبي الحوثيين
استخدم معارضة الخارج الحوثيين

.. وحتى أنا، في مقالاتي من ٢٠٠٧ إلى ٢٠٠٩ كنت أقف إلى جوار الحوثيين "مستخدماً" مسألتهم في الهجوم على نظام صالح،.

 

كلنا استخدمنا الحوثيين، وليس لذلك من معنى سوى أن الحوثيين بنادق للإيجار، وأنهم مرتزقة وعصابات..

 

وأن الحرب عليهم، وهزيمتهم، شرط أولي لاستقرار البلد. فلا يمكن أن نحصل على بلد مستقر، قابل للحياة، مع كل بنادق الإيجار تلك، ومع وجود تلك الآلاف المستأجرة من حملة البارود وزارعي الألغام المستعدين على الدوم لبيع أكتافهم لمن يريد!

 

إن الطبيعة الارتزاقية، المختلطة باستيهام ديني عسير، تمنح الحرب على الحوثيين معنى إنسانياً، ومشروعية أخلاقية وقانونية..

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandab-press.net - رابط الخبر: https://www.mandab-press.net/news35952.html