2016/10/20
معارك عنيفة على جبهات عدة في اليمن قبل ساعات من سريان الهدنة

 ترقب الشارع اليمني أمس دخول عملية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح اليوم الخميس بتفاؤل وقلق بعد معاناة طويلة من الحرب والحصار والذي أسفر عن نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية في البلاد.
وقال العديد من السكان في تعز وعدن وصنعاء والحديدة لـ«القدس العربي» انهم متفائلون الى حدّ ما لنجاح هذه الهدنة والتي من المقرر أن يتم بموجبها وقف إطلاق النار لنحو 72 ساعة، غير أن توقعاتهم هذه متواضعة وما زالوا قلقين من احتمال انهيار الهدنة منذ الساعات الأولى كما حدث في اتفاقات الهدنة السابقة التي لم تصمد حتى ساعات.
وقال علي العيزي، وهو موظف حكومي وأحد سكان العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون «اننا متفائلون من تطبيق وقف إطلاق النار، ونحن بحاجة ماسة لأن تتوقف الغارات الجوية لقوات العدوان (التحالف العربي) على بلادنا التي حوّلت حياتنا اليومية الى جحيم، وأصبحنا عرضة للموت في أي لحظة، لا يستطيع الواحد منا أن يضمن عودته الى عائلته عند خروجه من المنزل أو الاستيقاظ عند خلوده الى النوم في المساء، إثر كثرة الغارات الجوية علينا».
وأوضح أن الهدنة ووقف الغارات مطلب شعبي يمني، لأن الحرب طالت ولم نجن منها سوى الخراب والدمار ولم يعد اليمنيون يأملون في أن تحقق هذه الحرب أي هدف لها سوى المزيد من الدمار والخراب للممتلكات العامة والخاصة وتدمير المزيد من البنية التحتية.
من جانبه قال عبد الكريم المشولي، وهو أحد سكان تعز وموظف قطاع خاص، ننظر للهدنة بأنها بارقة أمل، لكنه يعتريها الكثير من الضبابية والقليل من التفاؤل في ظل تعنت ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي صالح وخرقهم للهدنة كما حصلت مرات عديدة في السابق.
وأكد أن «مدينة تعز دائما ما تكون خارج إطار الهدنة لما تستغله الميليشيا الانقلابية من إعلان وقف إطلاق في ارتكاب العديد من المجازر والمزيد من التصعيد العسكري بشكل غير مسبوق كما شهدنا في كل عمليات وقف إطلاق النار السابقة».
أما رمزي الزوقري، رب أسرة من عدن فقال «ان الهدنة لا تعنينا مباشرة، وسواء توقفت الحرب أم لم تتوقف فإنها تخص الشماليين فقط وإن كانت آثارها وشرارتها تصل الينا». مؤكدا أن «الحرب أصبحت محصورة في الشمال بين الطرفين الحكومي والانقلابيين ونحن همومنا وأولوياتنا تختلف عن هموم وأولويات الشماليين».
وأوضح «نحن بحاجة ماسة في الوقت الراهن لاستتباب الأمن والاستقرار الاقتصادي وتوفير الفرص الوظيفية والمزيد من المساعدات الانسانية، حيث أن سكان محافظة عدن والمحافظات المجاورة لها أصبحت تعاني معيشيا جراء ما يحصل في المحافظات الأخرى في الشمال».
من جانبه ذكر علي فتيني من سكان محافظة الحديدة أنه ينظر للهدنة المرتقبة بعين التفاؤل ولكنه طالب بشدة الأمم المتحدة والدول المعنية بإحلال السلام في اليمن الى العمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل تطبيق هذه الهدنة بشكل دقيق على الأرض وأيضا ممارسة الضغط على الأطراف المتحاربة من أجل التوصل الى هدنة حقيقية.
وقال «ان الوضع المعيشي في الحديدة أصبح قاتلا، نظرا لحالات الفقر الشديدة والمجاعة المتصاعدة التي تجتاح المحافظة والتي خلّفتها هذه الحرب المجنونة التي فاقمت الوضع المعيشي الصعب وزادته سوءا الى وضعه المتدهور أصلا».
مشيرا الى أن «المواطن البسيط في الحديدة أصبح لا يجد قوت يومه جراء انعدام مصادر الدخل إثر تصاعد موجات الحرب، وأصبح مطحونا برحى هذه الحرب التي طال أمدها».
في غضون ذلك أعلن المركز الاعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة ان الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية شن امس الأربعاء هجوما واسعاً على مواقع تسيطر عليها مليشيا الانقلابيين في الساحل الغربي لليمن في جبهة ميدي التابعة لمحافظة حجة.
وذكر أن قوات الجيش الوطني تمكنت من تحقيق العديد من المكاسب العسكرية والتقدم غرب منطقة ميدي والسيطرة على مواقع مليشيا الانقلابين هناك في عملية شارك فيها طيران التحالف العربي.
وأكد مقتل نحو 30 من عناصر مليشيا الحوثي وصالح في هذه العمليات العسكرية التي بدأها الجيش الوطني صباح امس الأربعاء واستمرت حتى وقت متأخر من مساء أمس.
وأوضح أنه تم تحرير المواقع الاستراتيجية باتجاه مدينة ميدي، كما استطاعت قوات الجيش الوطني استعادة أسلحة وذخائر متنوعة، فيما قامت عناصر مليشيا الحوثي بالفرار من مواقعها وخلفت عددا من جثث الانقلابيين وراءها.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandab-press.net - رابط الخبر: https://www.mandab-press.net/news36154.html