2016/11/07
الرئيس هادي يشرح أسباب رفض الشرعية لخارطة ولد الشيخ ويوجه أربع رسائل هامة

أوضح الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، أن الشرعية رفضت ما يسمى بـ"خارطة ولد الشيخ"، لأنها انطلقت من منطلقات خاطئة، لافتا إلى أن مضمونها ونتائجها كانت خاطئة ومنحرفة، كونها نسيت أو تناست جذر المشكلة وأساسها وهو الانقلاب وما ترتب عليه، ولكونها تتعارض تماما مع المرجعيات التي أجمع عليها شعبنا اليمني وتجاوزت استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ولأنها تكافئ الانقلاب والانقلابيين.

 

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في اللقاء الوطني الموسع الذي عقد اليوم الإثنين، في الرياض، بحضور نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر وأعضاء مجلسي النواب والشورى مستشاري رئيس الجمهورية، وأعضاء الحكومة ومؤتمر الرياض والمؤتمر الوطني والشخصيات الاجتماعية والإعلامية والشباب والمرأة.

 

وأكد الرئيس هادي، أن خارطة المبعوث الأممي تؤسس لحروب مستدامة، فضلا عن تجاهلها لنضال ومقاومة وتضحيات الشعب الرافض للمليشيات الانقلابية، وعدم ملامستها لمعاناة الشعب وجراحه ولا تنتصر لإرادته، حسب وكالة أنباء "سبأ" الحكومية.

 

وأضاف رئيس الجمهورية: " رفضنا خارطة ولد الشيخ لأنها تحافظ على بقاء المليشيات واحتفاظها بالسلاح والمؤسسات، ولأنها لا تلبي طموحات الشعب اليمني في إحلال السلام الدائم والشامل القائم على إنهاء الانقلاب واستئناف المسار السياسي بمناقشة مسودة الدستور ثم إجراء الانتخابات ".

 

وأشار الرئيس هادي، إلى أن الانقلاب الذي نفذته مليشيات الحوثي وصالح، هو انقلاب على نضال الحراك الجنوبي السلمي، والثورة الشبابية السلمية العظيمة التي قوضت المشروع العائلي وأنهت أحلام صالح وأبنائه في تملك اليمن، وكشفت الاستحواذ والإقصاء والتهميش، وراحت تبحث في بناء اليمن الجديد وتضع له المداميك .

 

كما أوضح أنه انقلاب على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اجمع اليمنيون عليها ووجدوا فيها حل كافة مشاكلهم وتطلعاتهم، إضافة إلى أنه انقلاب على مسودة الدستور والتي عكست مخرجات الحوار.

 

وأضاف رئيس الجمهورية: "ولعل أهم المضامين التي دفعتهم للانقلاب عليها : هي إلغاء المركزية والاستحواذ على السلطة والثروة ، وإنهاء مرحلة الإقصاء والتهميش ، واعتماد التوزيع العادل للسلطة والثروة وإقامة الدولة الاتحادية التي لا يبقى فيها ظالم ولا مظلوم وإرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة وقيم المساواة والعدالة والمواطنة ".

 

ووجه الرئيس هادي عدة رسائل، الأولى للشعب اليمني، والجموع التي خرجت جميع المحافظات في الميادين لتعبر عن رفضها المطلق للالتفاف على نضالها وتضحياتها، رفضها المطلق لخارطة الالتفاف على المرجعيات وإنهائها ، لخارطة تلغيم المستقبل وتأسيس حروب لا نهاية لها، لخارطة تمزيق اليمن واستهداف الجوار، إلى كافة قيادات السلطات المحلية والقيادات العسكرية والفعاليات السياسية والمدنية ورجال الإعلام، موجها لهم تحية على صبرهم وصمودهم.

 

وأضاف هادي: "نعاهدكم أن نبقى معكم ، وان لا نحيد عن غايتكم ، وان لا نقبل الالتفاف على تضحياتكم ، وندرك جيدا حجم المعاناة التي تعيشونها ، في وضع اقتصادي صعب وظروف معيشية قاسية ، لكن لدينا ثقة كاملة بأننا سنتجاوز هذه المِحنة ، والحكومة اليوم والسلطات المحلية تبذل جهود دؤوبة ومخلصة لتطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات ، وستعمل الحكومة وقيادة البنك المركزي اليمني على بذل كافة جهودها لتوفير المرتبات ومن داخل العاصمة المؤقتة عدن".

 

كما وجه رسالة للشهداء والجرحى والجنود المرابطين في جميع الجبهات، قائلا فيها: "أعاهدكم الله أن لا نخون دمائكم وتضحياتكم وأن لا نقبل الالتفاف عليها وانتقاصها، وأن نبقى معكم، وأن لا نحيد عن غايتكم مهما كان حجم الضغوط والتحديات".

 

أما الرسالة الثالثة، فوجهها ريس الجمهورية، إلى التحالف العربي، معبرا فيها عن الشكر والتقدير نيابة عن الشعب اليمني والأجيال القادمة، للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، والذي لولا تدخلهم بعاصفة الحزم والأمل لإنقاذ اليمن واليمنيين من إيران وأدواتها التي تفاخر بالأمس فيها نائب قائد الحرس الثوري بأن حدودهم وصلت حتى البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الإيرانيين لا يرون في اليمن إلا بوابة العبور للجزيرة العربية والأراضي الطاهرة التي كادت أن تصلها صواريخهم الإيرانية الملوثة بدماء شعوبنا العربية، كما عبر عن شكره لدولة الإمارات ولكل دول التحالف العربي على كل جهودهم للدفاع عن اليمن، الذي لا يمكن لهم أن يقبلوا بأن يسلم لإيران تحت لافتات السلام و خرائط الأوهام.

 

وخاطب الرئيس هادي المجتمع الدولي قائلا: " نؤكد مجددا لأحرار العالم جميعا ، رغبتنا الصادقة للسلام ، رغبتنا في إيقاف الحرب ، رغبتنا في إيقاف تلك المعاناة التي سببتها المليشيات الانقلابية لأبناء الشعب ، ولكننا لا نريد سلاماً هشاً ، ولا سلاماً على الورق ، ولا سلاماً مغشوشاً ، نريد السلام الدائم والشامل ، القائم على إنهاء الانقلاب أولاً، والمستند إلى المرجعيات التي اجمع عليها الشعب اليمني وباركها العالم اجمع ، والمحددة في استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، السلام الذي لا يتجاوز التضحيات ولا يكون على حسابها ، لن نكون الا عوناً صادقا لكافة الجهود المخلصة التي تلامس جذور المشكلة وتذهب لمعالجتها لا معالجة ظواهرها".

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandab-press.net - رابط الخبر: https://www.mandab-press.net/news36564.html