2015/03/02
على أرض العرب.. الخليج يشتعل والحرس الثوري يقترب

مع احتدام الموقف المسلح داخل أروقة البلدان العربية، ومع التوغل الشيعي العلني داخل منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا ما يحدث في سوريا واليمن والعراق، ازدادت التكهنات والتوقعات حول سيناريوهات التدخل العسكري الإيراني في المنطقة العربية، حال فقدانه أحد أوراقه في تلك البلدان، كجماعة الحوثي ونظام بشار الأسد.

 

فالشبح الشيعي بات خطرا على حكام وشعوب الدول العربية، والتي يقف الحرس الثوري الإيراني وميليشياته على حدودها، مثل السعودية والكويت، ودول أخرى تمدد فيها التشيع كالعراق والبحرين، لتتوقف آمال العرب وحكامهم على تحركات المارد الإيراني.

 

الخبراء العسكريون تباينت رؤاهم حول سيناريوهات التدخل الإيراني العسكري في البلدان العربية، فهناك من رأى أنه حال إسقاط أي من الأوراق الإيرانية في البلدان العربية كنظام الأسد ومقاتلي الحوثي، سيكون هناك رد عسكري مؤكد، الأمر الذي استبعده آخرون.

 

توغل شيعي

الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق، قال إن التدخل العسكري الإيراني في المنطقة العربية غير وارد، مضيفًا أن إيران تعي جيدًا عواقب تدخلها في اليمن وبعض المناطق المسيطر عليها الشيعة.

 

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية"، أن منطقة التوغل الشيعي تكمن في سوريا والعراق فقط، وبالتالي فالتدخل الإيراني في تلك المناطق يكون دعما بالمال والسلاح، ولن يتطور إلى مواجهة إيرانية بحتة.

 

وتابع أن المناورات التي قام بها الحرس الثوري الإيراني عند مضيق هرمز منذ أيام، بمثابة إظهار قوة إيران أمام الولايات المتحدة وبعض دول الخليج.

 

وأشار إلى أن إيران دولة كبرى ومؤثرة في المنطقة، فلها أطول سواحل مطلة على الخليج من الناحية الشرقية، بينما يتقاسم دول الخليج جميعًا على الجانب الغربي، وبالتالي فإيران تعرف جيدًا كيف تتعامل مع المناطق المحيطة بها.

 

قوة مؤثرة

بدوره، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء مصطفى عبد القادر، إن إيران لديها قوة فاعلة على أرض الواقع داخل سوريا واليمن والعراق، وبالتالي فهي حريصة على عدم إسقاط تلك المناطق من تحت سيطرتها.

 

وأوضح لـ"مصر العربية" أن غالبية دول الخليج يُسيطر عليها الشيعة، وبالتالي فخيار الحرب من قبل طهران مطروح.

 

ولفت إلى أن المناورات العسكرية البحرية التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني، تحمل معاني كثيرة، فهي رسالة للخليج بأن إيران ستحمي أنصارها، وأيضًا رسالة لأمريكا بأنها قوة عسكرية مؤثرة في المنطقة.

 

مناورة عسكرية

 

وكان الحرس الثوري الإيراني بدأ مناورات عسكرية بحرية واسعة في مضيق هرمز في مياه الخليج منذ أيام، وللمرة الأولى شهدت المناورات تدمير مجسم ضخم يحاكي نموذجًا لحاملة طائرات أمريكية.

 

وقال قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري في كلمة له، إن المناورات لا تشكل تهديدًا لأي من دول المنطقة.

 

كما شملت المناورات التي أطلق عليها اسم "الرسول الأعظم 9" عمليات زرع ألغام بحرية، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ وصفت بعالية الدقة من السواحل، ويشارك في التدريبات خمسمائة زورق هجومي سريع، وصواريخ بالستية.

 

وأشار قائد القوات البحرية بالحرس الثوري، الأميرال علي فدوي، إلى أن المناورات ستستمر ثلاثة أيام، وسيتم خلالها اختبار عشرين صاروخًا جديدًا بما فيها طوربيدات وسيتم إطلاق أربعمائة صاروخ من على قطع بحرية حربية متطورة.

 

حماية البلدان المجاورة

من جانبه، أكد قائد الحرس الثوري، في كلمة بثها التليفزيون الرسمي الإيراني، أن "المناورات التي قامت بها البحرية الإيرانية، في مضيق هرمز تهدف إلى ردع الأعداء الذين يحاولون النفوذ إلى المنطقة من الخارج".

 

وأضاف: "نعلن للعالم بأسره من خلال هذه المناورات استمرار قوة إيران العسكرية بحماية أمن واستقرار البلدان المجاورة للخليج ومضيق هرمز، وهدف المناورات هو حماية أمن وسلام المنطقة، وهو من مصلحة كل الدول في المنطقة".

 

وأشار إلى أن إيران لا تريد أبدًا استخدام الأسلحة المستعملة في المناورات على أرض الواقع، لكنه حذر من أن بلاده لن تتردد في استخدام تلك الأسلحة أمام أي انتهاك لحدودها بالخليج ومضيق هرمز.

 

ويتوغل الحرس الثوري الإيراني في بعض مناطق النزاع داخل الدول العربية، في اليمن والعراق وسوريا، والتي يحارب فيها الحرس الثوري إلى جانب قوات بشار الأسد ضد المعارضة السنية.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandab-press.net - رابط الخبر: https://www.mandab-press.net/news5853.html