تشهد محافظة المهرة، شرقي اليمن، توتراً أمنياً، منذ نهار الخميس، عقب وصول أطقم مسلحة من مناطق سيطرة الحوثيين عبر خط تهريب صحراوي، قابلتها تحركات عسكرية لتعزيز السيطرة الأمنية على المنافذ والمناطق الحيوية.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية لـ"المصدر أونلاين"، إن نحو 20 طقماً، تحمل مسلحين يدّعون أنهم من قبائل خولان، حاولت الوصول إلى مدينة الغيضة مروراً بمديرية شحن، لكن نقطة عسكرية تابعة للجيش اعترضتها في أطراف المديرية.
وأوضحت المصادر أن القوات الحكومية، التي كانت على دراية مسبقة بقدوم المسلحين، أوقفتهم وأبلغتهم بعدم السماح بدخولهم إلى شحن، إلا بموافقة رسمية مسبقة وتنظيم دخول غير مسلح، وقد جرى إخراجهم فعلياً إلى خارج المديرية بعد إبلاغهم بهذا الشرط.
وتدخل القيادي المحلي علي سالم الحريزي، مبرراً قدوم تلك الأطقم بأنها جاءت لتقديم العزاء في وفاة والد مالك فندق "سبأ" في شحن، وهو من آل الزايدي، على أن يغادروا عقب تقديم واجب العزاء، لكن دخولهم لم يتم.
وأبدت مصادر أمنية شكوكاً تجاه التبريرات، وقالت إن هدف هؤلاء التوجه نحو الغيضة، لا سيما أن التحرك المسلح جاء بعد أيام من تصاعد التوترات على خلفية اعتقال الشيخ القبلي الموالي للحوثيين محمد أحمد الزايدي، في منفذ "صرفيت" البري أثناء محاولته مغادرة البلاد بجواز دبلوماسي صادر من السلطات التابعة للحوثيين في صنعاء.
وفي السياق، تداولت حسابات حوثية على منصة "إكس" معلومات تفيد بوصول "أول دفعة من قوافل أبناء خولان" إلى المهرة، في ما وصفته بأنه موقف قبلي مساند للشيخ الزايدي، لكن مصادر محلية شككت في حقيقة انتماء جميع العناصر لخلفية قبلية واحدة، مرجحة وجود أهداف سياسية وأمنية مريبة خلف تلك التحركات.
في غضون ذلك، دفعت السلطات الأمنية بتعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة شحن، فيما أشارت المصادر إلى أن وحدات من المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية في حضرموت أرسلت تعزيزات إضافية، ضمن التحركات الاحترازية التي تشمل مداخل الغيضة أيضاً، حيث يخضع الزايدي للاحتجاز، وسط استنفار أمني.
في الأثناء، أكدت مصادر عسكرية استمرار حملة الملاحقات بحق مطلوبين يُشتبه بضلوعهم في الكمين المسلح الذي استهدف قوة عسكرية أثناء محاولتها نقل الزايدي إلى الغيضة، وأسفر عن مقتل العقيد عبدالله بن زايد، قائد كتيبة الدبابات في اللواء 137 مشاة، وإصابة عدد من الجنود.
وكانت مصادر المصدر أونلاين، أكدت سابقا، أن من بين الموقوفين "علي مرتاح"، وهو تاجر محلي ينتمي لقبيلة رعفيت (قبيلة المحافظ محمد علي ياسر)، وتدور حوله شبهات بالتنسيق للكمين، في حين تضغط قبيلته للإفراج عنه.
وفي بيانها عقب احتجاز الزايدي، أكدت اللجنة الأمنية في المهرة أن توقيفه تم بناءً على إجراءات قانونية، ووفقاً للأنظمة المعمول بها، محذرة من أي تحركات مسلحة أو ضغوط قبلية تهدف إلى فرض أمر واقع في المحافظة، وشددت على أن أمن المهرة "خط أحمر لا يمكن تجاوزه".